• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أهل السنة لا يعرفون السنة النبوية

أيها القاريء العزيز ، لا يستفزك هذا العنوان ، فأنت بحمد الله تمشي على طريق الحق لتصل في النهاية إلى مرضاة الله سبحانه وتعالى . فلا تدع وساوس الشيطان ، ولا الغرور بالنفس ، ولا التعصب المقيت يستولي عليك ويصدك عن الوصول إلى الهدف المنشود والحق المفقود وجنة الخلود .
وكما قدمنا في ما سبق بأن المتسمين « بأهل السنة والجماعة » هم القائلون بخلافة الخلفاء الراشدين الأربعة : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي . هذا ما يعرفه الناس اليوم .
ولكن الحقيقة المؤلمة هي أن علي بن أبي طالب لم يكن معدوداً عند «أهل السنة» من الخلفاء الراشدين ، لا ولم يعترفوا حتى بشرعية خلافته .
وإنما ألحق علي بالخلفاء الثلاثة في زمن متأخر جداً ، وذلك في سنة ثلاثين ومائتين للهجرة في زمن أحمد بن حنبل .
أما الصحابة من غير الشيعة والخلفاء والملوك والأمراء الذين حكموا المسلمين من عهد أبي بكر وحتى عهد الخليفة العباسي محمد بن الرشيد المعتصم ، لم يكونوا يعترفون بخلافة علي بن أبي طالب أبداً ، بل منهم من كان يلعنه ولا يعتبره حتى من المسلمين وإلا كيف يجوز لهم سبه ولعنه على المنابر ؟ ‍ وقد عرفنا سياسة أبي بكر وعمر في إقصائه وعزله كما قدمنا ، ثم جاء عثمان بعدهما فأمعن في احتقاره أكثر من صاحبيه والتقليل من شأنه حتى هدده مرة بالنفي كما نفى أبا ذر الغفاري . ولما ولي معاوية أمعن في سبه ولعنه وحمل الناس على ذلك فدأب حكام بني أمية على ذلك في كل مدينة وقرية ودام ذلك ثمانين عاماً  (1) .
بل وتواصل ذلك اللعن والطعن والبراءة منه ومن شيعته أكثر من ذلك بكثير ، فهذا المتوكل الخليفة العباسي يصل به الحقد إلى نبش قبر علي وقبر الحسين بن علي وذلك سنة أربعين ومائتين للهجرة .
وهذا الوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين في عهده ، يخطب الناس يوم الجمعة فيقول لهم من فوق المنبر : « إن الحديث الذي روي عن رسول الله أنت مني بمنزلة هارون من موسى صحيح ولكنه محرف لأن رسول الله قال له : أنت مني بمنزلة قارون من موسى » فاشتبه على السامع (2) .
ولما كان عهد المعتصم الذي كثر فيه الزنادقة والملحدون والمتكلمون وولى عهد الخلافة الراشدة واشتغل الناس بمشاكل هامشية وكانت محنة أحمد بن حنبل في قوله بقدم القرآن وأصبح الناس يدينون بدين ملوكهم وبأن القرآن مخلوق .
ولما تراجع أحمد بن حنبل عن قوله الأول خوفاً من المعتصم وخرج من محنته واشتهر بعد ذلك ولمع نجمه في عهد المتوكل بين أهل الحديث (3) عند ذلك ألحق علي بن أبي طالب بالخلفاء الثلاثة .
ولعل أحمد بن حنبل بهرته الأحاديث الصحيحة الواردة في فضائل علي والتي ظهرت رغم أنف الحكام ، فهو القائل : « لم يرد في أحد من الناس من الفضائل بالأحاديث الحسان مثل ما ورد في علي بن أبي طالب » .
عند ذلك ربع بخلافته واعتبرها صحيحة بعد ما كانت عندهم منكورة . الدليل على ذلك :
جاء في طبقات الحنابلة ـ وهو الكتاب الصحيح والمشهور عندهم ـ : عن ابن أبي يعلى بالإسناد عن وديزة الحمصي قال :  دخلت على أحمد بن حنبل حين أظهر التربيع بعلي ( رضي الله عنه )  (4) فقلت له : يا أبا عبد الله إن هذا الطعن على طلحة و الزبير فقال : بئسما قلت ، وما نحن وحرب الجمل وذكرها ؟ أصلحك الله إنما ذكرناها حين ربعت بعلي وأوجبت له الخلافة وما يجب للأئمة قبله !
فقال لي : وما يمنعني من ذلك ؟ ! قلت : حديث ابن عمر فقال لي : عمر خير من ابنه فقد رضي علياً للخلافة على المسلمين وأدخله في الشورى ، وعلي قد سمى نفسه أمير المؤمنين ، فأقول أنا ليس للمؤمنين بأمير ؟ ! قال : فانصرفت عنه (5) .
ومن هذه القصة يتبين لنا بأن « أهل السنة » لم يقبلوا بخلافة علي ويقولوا بصحتها إلا بعد أحمد بن حنبل بكثير كما لا يخفى .
ويظهر جليا من هذا المحدث أنه زعيم « أهل السنة والجماعة » ومتكلمهم ، لأنهم يرفضون خلافة علي محتجين على ذلك بحديث عبد الله بن عمر ـ ففيه أهل السنة ـ والذي أخرجه البخاري في صحيحه وبما أنهم يقولون بأن البخاري هو أصح الكتب بعد كتاب الله ، فكان لزاماً عليهم رفض خلافة علي وعدم الاعتراف بها .
وقد ذكرنا هذا الحديث في كتاب « فاسألوا أهل الذكر » ولا بأس بإعاته لتعميم الفائدة ، فإن في الإعادة إفادة . أخرج البخاري في صحيحة عن عبد الله ابن عمر ، قال : « كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فنخير أبا بكر ، ثم عمر بن الخطاب ، ثم عثمان بن عفان ( رضي الله عنهم ) (6) .
كما أخرج البخاري في صحيحه حديثا آخر لابن عمر أكثر صراحة من الأول إذ قال عبد الله بن عمر :  « كنا في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا نعدل بأبي بكر أحداً ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم نترك أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا نفاضل بينهم »  (7) .
ومن أجل هذا الحديث الذي ليس لرسول الله فيه رأي ولا عمل ، إنما هو من خيال عبد الله بن عمر وآرائه الفاسدة وحقده وبغضه المعروف لعلي ، بنى « أهل السنة والجماعة » مذهبهم على عدم الاعتراف بخلافة علي .
وبأمثال هذه الأحاديث استباح بنو أمية سب علي ولعنه وشتمه وانتقاصه ، ودأب الحكام من عهد معاوية إلى أيام مروان بن محمد بن مروان سنة 132 للهجرة يلعنون علياً على المنابر ويقتلون من تشيع له أو من أنكر عليهم ذلك» (8) .
ثم قامت دولة العباسيين من عهد العباس السفاح سنة 132 للهجرة وإلى عهد المتوكل سنة 247 للهجرة ، تواصلت خلالها البراءة من علي ومن تشيع له بأساليب مختلفة ومتعددة حسب الظروف والملابسات لأن دولة العباسيين قامت على أنقاض أهل البيت والمتشيعين لهم ، فكان الحكام لا يجهرون بلعن علي عندما تقتضي مصلحة الدولة ولكنهم يعملون في الخفاء أكثر من عمل الأمويين وقد استفادوا من التجربة التاريخية التي أبرزت مظلومية أهل البيت وشيعتهم وعطف الناس عليهم ، فعمل الحكام بدهاء لكسب الموقف لصالحهم وتقربوا إلى أئمة أهل البيت لا حباً فيهم ولا اعترافاً بحقهم وإنما لاحتواء الثورات الشعبية التي تقوم في أطراف الدولة وتهدد كيانها ، ذلك ما فعله المأمون بن هارون الرشيد مع الإمام علي بن موسى الرضا ، أما إذا سطرت الدولة وقضت على الثورات الداخلية فإنها تمعن في إهانة الأئمة وشيعتهم كما فعل المتوكل الخليفة العباسي الذي اشتهر ببغض علي وشتمه حتى نبش قبره وقبر الحسين .
ولكل ذلك قلنا بأن « أهل السنة والجماعة » لم يقبلوا بخلافة علي إلا بعد زمن أحمد بن حنبل بكثير .
صحيح أن أحمد بن حنبل هو أول من قال بها ، ولكنه لم يقنع بها أهل الحديث كما قدمنا ، لاقتدائهم بعبد الله بن عمر .
فلابد لذلك من وقت طويل حتى يقتنع الناس ويقبلوا الفكرة التي ظهر بها أحمد بن حنبل ، والتي قد يظهر الحنابلة بمظهر المنصفين والمتقربين لأهل البيت فتميزهم عن المذاهب السنية الأخرى من المالكية والحنفية والشافعية والذين كانوا يتنافسون لكسب المؤيدين . فلابد إذا من قبول الفكرة وتبنيها .
وبمرور الزمن قال « أهل السنة والجماعة » كلهم بمقولة أحمد بن حنبل وقبلوا بتربيع الخلافة بعلي وأوجبوا له ما أوجبوه للخلفاء الثلاثة من الاحترام والترضي .
أليس هذا أكبر دليل على أن « أهل السنة والجماعة » كانوا من النواصب الذين يبغضون علياً ويعملون على انتقاصه وإسقاطه » .
ولقائل أن يقول : كيف يصح ذلك ونحن نرى اليوم « أهل السنة والجماعة» يحبون الإمام علياً ويترضون عنه ؟
فنقول نعم ، لما قدم العهد ومات الأئمة من أهل البيت ولم يعد هناك ما يخيف الحكام ويهدد ملكهم ، وتلاشت هيبة الخلافة الإسلامية واستولى عليها المماليك والمغول والتتار ، وضعف الدين وأصبح أكثر المسلمين يشغلهم الفن والطرب واللهو والمجون والخمر والجواري ، وخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات ، وأصبح المعروف عندهم منكراً والمنكر عندهم معروفاً وعم الفساد البر والبحر ، عند ذلك بكى المسلمون على أسلافهم وتغنوا بأمجادهم وتذاكروا أيامهم فسموها بالعصور الذهبية وبما أن أفضل العصور عندهم هو عصر الصحابة فهم الذين فتحوا الأمصار ووسعوا المملكة الإسلامية شرقا وغربا ودان لهم الأكاسرة والقياصرة فترضوا على الصحابة جميعاً بما فيهم علي بن أبي طالب ، وإذا كان « أهل السنة والجماعة » يقولون بعدالتهم جميعاً فلا يمكنهم عند ذلك أن يخرجوا علياً من بين الصحابة .
ولو قالوا بإخراجه لافتضحوا وكشف أمرهم عند كل عاقل وباحث ، فموهوا على العامة بأنه رابع الخلفاء الراشدين وهو باب مدينة العلم رضي الله عنه وكرم الله وجهه .
ونحن نقول لهم : فلماذا لا تقلدوه في أمور دينكم ودنياكم إن كان اعتقادكم فيه صحيحاً بأنه باب مدينة العلم ؟
لماذا تركتم الباب عمداً وقلدتم أبا حنيفة ومالكاً ، والشافعي وابن حنبل وابن تيمية ، الذين لا يدانوه في علم ولا عمل ولا فضل ولا شرف ، فأين الثرى من الثريا وأين السيف من المنجل وأين معاوية من علي لو كنتم تعقلون؟
هذا بقطع النظر عن كل النصوص الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتي توجب على كل المسلمين اتباع الإمام علي من بعده والاقتداء به ، ولقائل من « أهل السنة » أن يقول : إن فضل علي وسابقته وجهاده في سبيل الإسلام وعلمه الغزير وشرفه العظيم وزهده الكبير يعرفه الناس جميعاً ، بل إن أهل السنة يعرفون علياً ويحبونه أكثر من الشيعة ( هذا ما يردده الكثير منهم اليوم ) .
فنقول هؤلاء : أين كنتم (9) وأين كان أسلافكم وعلماؤكم عندما كان علي يلعن على المنابر مئات السنين ؟ فلم نسمع ولم يحدثنا التاريخ أن أحداً منهم أنكر ذلك أو منع من ذلك أو قتل من أجل ولائه وحبه لعلي ، فلا ولن نجد من علماء أهل السنة من فعل ذلك بل كانوا مقربين للسلاطين والأمراء والولاة لما اعطوهم من البيعة والرضا وأفتوا لهم بقتل الرافضة الذين يوالون علياً وذريته ، وهؤلاء موجودون حتى في عصرنا الحاضر .
لقد دأب النصارى على معاداة اليهود غير القرون واعتبروهم مجرمين وحملوهم مسؤولية قتل السيد المسيح عيسى بن مريم ، ولكن لما ضعف أمر النصارى وتلاشت أمور العقيدة عندهم واعتنق أكثرهم مذهب الإلحاد وأصحبت الكنيسة في سلة المهملات للموقف المعادي الذي وقفته ضد العلم والعلماء ، وفي المقابل قوي أمر اليهود واستفحل واستشرى حتى احتلوا الأراضي العربية والإسلامية بالقوة ، وامتد نفوذهم في الشرق والغرب وأقاموا دولة إسرائيل ، عند ذلك اجتمع البابا يوحنا بولس الثاني مع أحبار اليهود وبرأهم من جريمة قتل المسيح .
« فالناس ناس والزمان زمان » .

______________________
(1) كلهم باستثناء عمر بن عبد العزيز ( رحمه الله ) .
(2) تاريخ بغداد ج 8 ص 266 .
(3) أهل الحديث هم أنفسهم أهل السنة والجماعة .
(4) أنظر إلى هذا الحديث رغم أنه لا يسب عليا ولا يلعنه بل يقول : ( رضي الله عنه ) ولكنه لا يقبل بأ، يكون علي معدوداً من الخلفاء وينكر ذلك على أحمد بن حنبل ، وقوله : إنما ذكرناها يدل على أنه يتكلم باسم الجماعة وهم أهل السنة الذين بعثوه إلى أحمد بن حنبل منكرين عليه .
(5) كتاب طبقات الحنابلة ج 1 ص 292 .
(6) صحيح البخاري ج 4 ص 191 كتاب بدء الخلق ، باب فضل أبي بكر بعد النبي .
(7) صحيح البخاري ج 4 ص 203 باب مناقب عثمان بن عفان من كتاب بدء الخلق .
(8) باستثناء سنتين تولى خلالهما عمر بن عبد العزيز فأبطل اللعن ، ولكن بعد قتله عادوا إلى اللعن وإلى أكثر من اللعن حتى نبشوا قبره وحرموا أن يتسمى أحد باسمه .
(9) لقد تعمدت القول : أين كنتم ، وأقصد بها المعاصرين من « أهل السنة والجماعة » اليوم ، فإنهم يقرأون في صحيح مسلم بأن معاوية كان يسب علياً ويأمر الصحابة بذلك ، فلا ينكرون ، بل إليهم يترضون على سيدهم معاوية كاتب الوحي عندهم ، فدل ذلك على أن حبهم لعلي حب مزيف حال عن كل اعتبار .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

١ ذي الحجة

تبليغ سورة براءة «التوبة»

المزید...

٥ ذي الحجة

1) غزوة سويق. 2) شهادة الامام الجواد(ع).

المزید...

٦ ذي الحجة

1) زواج علي و فاطمة (عليهما السلام). 2) هلاك المنصور الدوانيقي

المزید...

٧ ذي الحجة

1) شهادت الامام الباقر(ع). 2) الامام الكاظم(ع)‌في سجن البصرة.

المزید...

٨ ذي الحجة

1) خروج الحسين(ع) من مكّة إلى العراق. 2) خروج مسلم بن عقيل نحو العراق. ...

المزید...

٩ ذي الحجة

1) يوم عرفة. 2) في مقتل مسلم بن عقيل و هاني بن عروة. 3) سدّ الابواب. ...

المزید...

١٠ ذي الحجة

1) عيد الاضحى المبارك. 2) استشهاد عبدالله المحض بن الحسن المثنى مع ثلّة من أبناء الحسن المجتبى. ...

المزید...

١١ ذي الحجة

افشاء سرّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من قبل عائشة وحفصة

المزید...

١٣ ذي الحجة

1) معجزة انشقاق القمر. 2) بيعة العقبة الثانية.

المزید...

١٤ ذي الحجة

في اليوم (14) من ذي الحجّة وقعت « قصة فدك » فدك بين النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) والزهراء (عليها السلام) ...

المزید...

١٥ ذي الحجة

ولادة الامام عليّ بن محمد الهادي

المزید...

١٨ ذي الحجة

1) غدير خم. 2) يوم الدار وقتل عثمان. 3) بيعة المسلمين للامام على(عليه السلام). ...

المزید...

٢٠ ذي الحجة

قتال ابراهيم بن مالك الاشتر وعبيد الله بن زياد

المزید...

٢٢ ذي الحجة

شهادة الصحابي الجليل لأميرالمؤمنين ميثم التمّار

المزید...

٢٤ ذي الحجة

1ـ مباهلة نصارى نجران. 2ـ تصدّق أميرالمؤمنين(عليه السلام) بخاتمه وهو في الصلاة. 3ـ موت الواثق بالله العباسي....

المزید...

٢٥ ذي الحجة

1ـ نزول سورة (هل أتى) ـ‌ (الانسان) ـ (الدهر) بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام) 2ـ بيعة اميرال...

المزید...

٢٦ ذي الحجة

مقتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب

المزید...

٢٧ ذي الحجة

1) مقتل مروان الحمار وانقراض الحكم الاموي. 2) وفاة السيد الجليل عليّ بن جعفر(عليهما السلام). ...

المزید...

٢٨ ذي الحجة

واقعة الحرَّة  

المزید...
012345678910111213141516171819
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page