مسند أحمد : عن عامر بن سعد عن أبيه ، قال سمعت رسول الله (ص) يقول له وخلّفه في بعض مغازيه ، فقال علي ( رض ) : أتخلّفني مع النساء والصبيان ؟! قال : يا عليّ أمّا ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ إنّه لا نبوّة بعدي . وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطينّ الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله . فتطاولنا لها فقال : ادعوا ليّ علياً (رض) ، فأُتي به أرمد فبصق في عينه ، ودفع الراية إليه ففتح الله عليه ، ولمّا نزلت هذه الآية : ( نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ ) ، دعا رسول الله (ص) عليا وفاطمة وحسنا وحسيناً رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ، فقال : اللّهمّ هؤلاء أهلي (1) .
دلائل النبوّة : عن جابر ، قَدِم على النبيّ (ص) العاقبُ والطيّبُ فدعاهما إلى الإسلام ... فدعاهما إلى الملاعنة ، فواعداه على أن يغادياه بالغداة ، فغدا رسول الله (ص) وأخذ بيد عليّ وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم ، ثمّ أرسل إليهما فأبيا أن يجيباه وأقرّا له ، فقال رسول الله (ص) : والذي بعثني بالحقّ لو فعلاً ، لأمطر الوادي عليهما ناراً ، قال جابر : فيهم نزلت : ( تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ) ، قال الشعبي : قال جابر : وأنفسنا وأنفسكم رسول الله (ص) وعليّ ، وأبناءنا وأبناءكم الحسن والحسين ، ونساءنا فاطمة ، رضي الله عنهم أجمعين . (2)
أقول : قال تعالى : ( تََعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) . (3)
الكشّاف : فأتوا رسول الله (ص) محتضناً الحسين آخذا بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعليّ خلفها ، وهو يقول : إذا أنا دعوت فأمّنوا فقال أسقف نجران : يا معشر النصارى إنّي لأرى وجوهاً لو شاء الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزالها بها ، فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة ...
وعن عايشة أنّ رسول الله (ص) خرج وعليه مرط مرجل من شعر أسود فجاء الحسن فأدخله ، ثمّ جاء الحسين فأدخله ثمّ فاطمة ثمّ عليّ ، ثمّ قال : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ) ، فإن قلت : فما معنى ضمّ الأبناء والنساء ؟
قلت : ذلك آكد في الدلالة على ثقته بحاله واستيقانه بصدقه حيث استجرأ على تعريض أعزّته وأفلاذ كبده وأحبّ الناس إليه ... وقدّمهم في الذكر على الأنفس لينبّه على لطف مكانهم وقرب منزلتهم ، وليؤذن بأنّهم مقدّمون على الأنفس ، وفيه دليل لا شيء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء عليهم السلام . (4)
سنن الترمذي : عن سعد لمّا نزلت هذه الآية : ( نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ ) الآية ، دعا رسول الله (ص) علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال : اللّهمّ هؤلاء أهلي . (5)
فتوح البلدان : عن الحسن : ثمّ دعا رسول الله (ص) راهبا نجران إلى المباهلة ، واخذ بيد فاطمة والحسن والحسين ، فقال أحدهما لصاحبه : أصعد الجبل ولا تباهله فإنّك إن باهلته بُؤت باللعنة . (6)
أقول : يستفاد من هذه الروايات بأنّ المصداق الحقيقي من أبنائه ونسائه وأنفسه : هو الحسن والحسين وفاطمة وعلي عليهم السلام ، وأنّهم أحبّ الناس إليه ، وأنّهم أهل بيته المخصوصون المقرّبون .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ مسند أحمد ، ج 1 ، ص 185 .
2 ـ دلائل النبوّة ، ج 1 ، ص 124 .
3 ـ آل عمران ، آية 61 .
4 ـ الكشّاف ، ج 1 ، ص 307 .
5 ـ سنن الترمذي ، ص 426 .
6 ـ فتوح البلدان ، ص 75 .
أهل البيت والمباهلة
- الزيارات: 2598