• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

نور وبلاغة الحلقة (٧١) - قال الامام علي (ع): من الحمق: الأتكال علی الأمل.

التاريخ: 2009/12/14
حديث: (من الحمق: الأتكال علی الأمل).
نص الحديث
قال الامام علي (عليه السلام): من الحمق: الأتكال علی الأمل.


دلالة الحديث
النص المتقدم يجسد وثيقة نفسية او تقريراً عبادياً طالما يشير اليه علماء النفس في تشجيعهم لمختلف الامراض، وفي مقدمتها: احلام اليقظة او في صورتها غير الحادة ونعني بها: صياغة الأمل دون أن يتسم بالواقعية او لا اقل صعوبة تحقيق ذلك.
وفي الحالات جميعاً فان الارتكان علی الاحلام او الامال او التطلعات التي لا تتناسب مع بنية الشخصية أو امكاناتها المحدودة، حينئذ فان الظاهرة تشير الی عرض نفسي قد يكون خفيفاً او متوسطاً او حاداً، لذلك نجد ان الامام علياً (عليه السلام) قد اختصر الموقف وقدم لنا تقريراً عبادياً )ونقصد بذلك: العبادة النفسية)، ينسحب علی المستويات جميعاً، الا وهو ان صاحب الامل يتسم بالحماقة، والحماقة قد تكون عرضاً بسيطاً هو: عدم اعمال العقل بالنحو المطلوب، او متوسطاً او شديداً يصل الی حد الاضطراب العقلي.
وفي الحالات جميعاً، فان الاعتماد علی الأمل يظل سمة شاذة، وذلك لان الامل مالم يقترن بامكان تحققه يعني: نسج الاخيلة والاوهام وهو - اي النسج الوهمي والخيالي - سمة العصابيين والذهانيين: كما هو واضح.


بلاغة الحديث
التوكل او الاتكال في دلالته اللغوية يعني: ان توكل الشخصية أمورها الی جهة غير ذاتها: كمن يتكل علی الناس مثلاً في تدبير اموره، ان التوكل بمعناه العبادي يتحقق في حالة واحدة هي التوكل علی الله تعالی فحسب وما عدا ذلك، فان من الغباء وضعف الوعي ان تعتقد الشخصية بان التوكل علی غير الله تعالی، هو الصائب وخارجاً عن دلالة الاتكال علی الله تعالی، يصبح الاتكال سلوكاً مخطئاً او مرضياً، وهذا ماعناه الامام علي (عليه السلام) حينما خلع علی الاتكال بالنسبة الی الامال طابع الحمق، وجعل العبارة المذكورة بمثابة صورة استعارية تخلع علی ما هو وهم او تخبل او حلم يقظة او نحو ذلك طابع التوكل، اي: الثقة بالشيء مع انه وهم لا امكانية لتحقيقه، ومن هنا نلاحظ جمالية الصورة من خلال صياغتها استعارة من جانب، وجعلها ومن ظاهرة الاتكال علی الامل: حمقا من جانب آخر.
اذن الركون الی الامل او حلم اليقظة تظل من الزاوية النفسية اشباعاً مرضياً علی الاحباط الذي يصيب الشخصية، وهذا ما أوضحه الامام (عليه السلام) من خلال مالاحظناه، سائلين الله تعالی ان يعصمنا من ذلك، وان يجعل توكلنا عليه، وان يوفقنا الی طاعته، انه سميع مجيب.

*******
بقلم : الدکتور محمود البستانی
المأخذ : arabic.irib.ir


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page