موضوع البرنامج:آيات الصائمين الحلقة (٩)
التاريخ: ٢٠٠٩/٠٩/٠٥
تقبل الله أعمالکم علی برکة الله نلتقيکم في حلقة أخری من هذا البرنامج نستنير فيها من آيات تشريع الصيام بقوله تعالی: «فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ».
في هذا المقطع ذکرٌ للذين رفع الله برأفته عنهم واجب الصيام في شهر رمضان وضمن تفصيلات نشير إليها والی العبر المستفادة منها.
في الحلقة السابقة تقدم الحديث عن الله تبارک وتعالی أجاز رأفةً بعباده أن يفطروا في شهر رمضان المبارک إذا أصابهم مرضٌ يضعفهم عنه أو کانوا علی سفرٍ، ثم يصوموا قضاءً في أيامٍ أخر يبارک الله لهم فيها ويعطيهم ثواب الصائمين له في شهره الفضيل.
وبعد ذلک تذکر الآية حکم طائفة ثالثة إستبدل الله لهم حکم قضاء الصوم بحکم أخر هو تقديم فدية عن کل يوم لا يصومونه من شهر رمضان والفدية هي طعامً يرفدون به المساکين والفقراء.
هؤلاء - کما بينت لنا أحاديث أهل بيت النبوة (عليهم السلام) - هم الذين يشق عليهم الصيام ليس لمرض مؤقت أو سفر عارض، بل لضعف مستمر ککبار السن مثلاً أو لأذیً يلحقهم من الصوم ويستمر حالهم أو يستمر المرض بالمريض الی حين مجيء شهر رمضان المبارک، والحکم البديل الذي شرعه ربنا الحکيم تبارک وتعالی لهؤلاء يحقق لهم في الواقع أحد أهداف الصوم الأساسية کما بيّن لنا ذلک مولانا الإمام الحسين (عليه السلام)؟
روي في کتاب بحار الأنوار أنه سئل الحسين (عليه السلام): لم إفترض الله عزوجل علی عبده الصوم.
فأجاب (عليه السلام): ليجد الغني مس الجوع فيعود بالفضل علی المساکين.
إذن فإطعام المساکين الذي أوجبه الله علی الذين يشق عليهم الصوم إنما هو هدية لهم من الله عزوجل تعينهم علی الفوز بهذا الأثر العظيم للصوم وهو إعانة المحتاجين وروي في کتاب عيون الأخبار أن مولانا الرضا عندما سئل عن علة تشريع الصوم قال (عليه السلام) في إحدی فقرات جوابه: لکي يعرفوا ألم الجوع والعطش وليعرفوا شدة مبلغ أهل الفقر والمسکنة في الدنيا فيؤدوا إليهم ما إفترض الله تعالی لهم في أموالهم.
_____________________
المأخذ : arabic.irib.ir