فرص ثمينة للتوبة
فتلك الساعات التي نحياها في ليلة القدر هي الفرص المتاحة لنا للتوبة النصوح والانابة الى الله، إنها الساعات التي نرجع فيها إلى ربّنا أذلاّء خاضعين خاشعين، فنطهّر بذلك قلوبنا من الكبر وجنون العظمة بالبكاء والتضرّع والتذلّل والتصاغر والتحاقر لله.
فأنت مؤمن وتعرف أنّ الكبرياء والعظمة إنّما هما لله سبحانه، فليس لك أن تتكبّر وتصاب بالغرور فتأمن سخط الله ومكره وعذابه، فاذرف من تلك الدموع ما شئت لتطفئ تلك الوديان، وديان السعير التي أُجِّجت لعصيانك وكفرك، وتب الى الله توبة نصوحاً، واعبده وأحسن عبادته وأكثر منها، ولا تقل صلّيتُ ما فيه الكفاية، وقرأت من الدعاء ما يكفي، فلا تستكثر إيمانك، فأنت مهما عبدت وصلّيت وأخلصت بقيت محتاجاً وفقيراً في عملك الى الله، وإنّه لمن بقايا الكبر والغرور أن ترى نفسك قد بلغت درجة عالية من الإيمان، لأن المسيرة الإيمانية، مسيرة التقوى، هي كمسيرة العلم، فأنت مهما تعلّمت فإنّك تبقى لا تعلم شيئاً، وهذا المنهج في التقوى علّمنا إيّاه أئمتنا من أهل البيت عليهم السلام في أدعيتهم وتبتّلهم ومناجاتهم.