قَطَعَ السلبيّة بروح إيجابية
كان العلامة الشيخ محمد حسن ( صاحب الجواهر ) مرجعاً ، و له بين الشيعة عظمة الرؤساء و هيبة العظماء فعند ما كان يتنقل من مكان الى مكان ، كان يرافقه جمع من حاشيته فتزيده هيبة و بهاء .
و على عكسه كان المرجع المعاصر له ، آية الله العظمى الشيخ مرتضى الانصاري ، اذ رغم حيازته لأموال طائلة ، يجسّد اخلاِ الزاهدين و لم يهتم بالمظاهر المهيبة .
و كما في عصرنا هذا جهلة يضربون على طبل أجوف عند مشاهدتهم لمثل هذا التفاوت بين العلماء ، فيتخذونه حديث المجالس ضد هذا العالم أو ذاك ، فكذلك في ذلك العصر كان لهم نظائر ، حيث جاء أحدهم الى الشيخ مرتضى الانصاري (رحمه الله) ينتقد الوضع المرفّه لآية الله الشيخ محمد حسن النجفي ( صاحب الجواهر ) رحمة الله عليه .
و هل تعلم ما ذا ردّ عليه الشيخ الانصاري ؟ !
قال له الشيخ : « نعم ان سماحة الشيخ محمد حسن يمثل جانب العظمة الاسلاميّة و أنا أمثّل جانب الزّهد في الإسلام » !([1])
و هكذا قطع جذور الشقاِ بروحه الايجابية الرفيعة ، ذلك ما نتمناه ان يتكرّر في عصرنا هذا بين من يسألون عن غيرهم .
فلم يكن هباءً ان تنطبق عليهما آية ( الجنّتيْن ) التي سبقت في القصة الآنفة الذكر .
--------------------------------------------------------------------------------
[1]ـ خزينة الجواهر في زينة المنابر / ص 295 .