العبرة لمن أعتبر
الرسالة الأولى : هل تعلم ان الامام الخميني (رحمه الله) كان في درجة من الزهد و بساطة العيش لم يملك لنفسه داراً رغم امتلاكه أعلى سلطة في ايران بعد انتصار الثورة الاسلامية فيها بقيادته .
فقد عاد الامام منتصراًعلى حبّ الدنيا قبل انتصاره على الشاه المقبور حيث استأجر في قرية ( جماران ) شمال العاصمة طهران بيتاً من أحد مقلِّديه و محبّيه . قال للامام خذ البيت هبة و هدية ، فأبى الاّ أن يكون مستأجراً ، و بذلك فرض على التأريخ أن يحمل رسالته الى جميع الملوك و الحكام ، كيف يملك الحاكم السلطة في بلد غنيّ كايران ، و لكنه يزهد حتى لايتملك لنفسه بيتاً .
الرسالة الثانية : ذات يوم أراد المصوّرون ان يسجّلوا فلماً عن حياته أو يجروا معه مقابلة . فاضطروا الى ثقب ثلاث مواضع من السقف لتعليق الضوء الكشّاف لأجل إنارة الغرفة .
و في الصباح لما دخل الامام الخميني الغرفة و رأى تلك الشقوب تغير وجهه و قال غاضباً : ما هذا ، لماذا فعلتم هكذا في بيت الناس ؟
قال الحاضرون بصوت مؤدب : انّه لأجل الانارة .
قال الامام : لماذا تصرّفتم بلاإجازة صاحب البيت ؟
بهذا الموقف الصارم في رعاية حقوِ صاحب البيت قد الغى الامام مقابلته ، رغم اتهم لو كانوا يستجيزون من صاحب البيت ، كان يرحّب بذلك من دون أدنى تردد . الاّ ان الامام (رحمه الله) كان يريد ان يترك رسالة للتاريخ ، فهل يقرأها المعنيّون .([1])
--------------------------------------------------------------------------------
[1]ـ در سايه آفتاب / ص 51 ـ كتاب بالفارسية عن حياة الامام الخميني (رحمه الله) .