لكي لاتغيب شمسُ المُساواة
كان عائلة المرجع الكبير الشيخ مرتضى الأنصاري (رحمه الله) في أزمة مالية ، لأن المبلغ الذي قرّره لها الشيخ مثلما قرّر لبقية العوائل التي كفلتها المرجعية الشيعية لم يكفِ لتوفير جميع حاجيات المنزل . فطلبت زوجة الشيخ من أحد المقرّبين له أن يتكلم مع الشيخ ليزيد في المبلغ قليلا كي تتمكّن من القيام بشراء الحاجيات . فلما جاء الوسيط و تكلم مع الشيخ لم يسمع جواباً منه ، لانفياً و لااثباتاً . و في الغد حينما جاء الشيخ الأنصاري الى المنزل قال لزوجته : اغسلي ثوبي و اجمعي لي الأوساخ ( الغُسالة ) في ظرف . فغسلت زوجته الثوب و أتتْ بما أمرها سماحة الشيخ ! فقال لها الشيخ : اشربي هذه الأوساخ !
فقالت و هي مندهشة : كيف لي أن أشربها و تشمئزّ منها نفس كل انسان ؟ !
فقال الشيخ : نحن و الفقراء في الأموال الموجودة بيدي على السواء لاميزة لأحد على أحد فاذا أخذنا منها أكثر من حقنا فكأننا شربنا مثل هذه الأوساخ .([1])
نعم لكي لاتغيب شمس المساواة و العدالة عن حياتنا يجب أن نكون هكذا دائماً .
--------------------------------------------------------------------------------
[1]ـ نشرة ( المبلّغ الرسالي ) ، الصادرة في قم / العدد 32 ، السنة 1414 .