طباعة

وهنا عدة وقفات، منها:

1ـ الآية نزلت لتبرئة عائشة (رضي اللّه عنها) ممّا رميت به، وأخبر تعالى أنّ الخبيثات للخبيثين و... الخ، ليدلّ على أنّه عزّ وجلّ ما كان ليدع امرأة خبيثة زوجة لرسول اللّه أطيب الطيبين.
والمراد هنا بالخبيث هو: (الزنا)، أمّا زوجتا نوح ولوط (عليهما السلام) فقد كانتا كافرتين، والزواج من الكافرة في شريعتهم جائز، أمّا في شريعتنا فلا يجوز إلاّ من الكتابيّة المحصنة (أي: غير زانية).
وأمّا الزواج من الزانية فلا يجوز في شريعتنا ولو كانت مسلمة; لما يؤدّي إليه من مفاسد واختلاط الأنساب ونحو ذلك، كما قال تعالى: {الزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}.
فالفرق إذن واضح.
2ـ الآية برأت عائشة (رضي اللّه عنها) ووعدتها بمغفرة ورزق كريم، فدلّ هذا على أنّها تموت على الإيمان; لأنّ حكم اللّه عزّ وجلّ لا يتغيّر.
حديث ابن عباس (رضي الله عنهما)