رجال سند الحديث
1 - أبوهريرة: أجمع الجمهور على عدالته وثقته، فلا نحتاج إلى بسط المقال فيه.
2 - شهر بن حوشب الأشعري: عدّه الحافظ أبو نُعَيْم من الأولياء وأفرد له ترجمة ضافية في حليته[1]، وحكى الذهبيّ في ميزانه[2] ثناء البخاري عليه، وذكر عن أحمد بن عبداللَّه العجلي[3] ويحيى وابن شيبة وأحمد والنسوي ثقته، وترجمه الحافظ ابن عساكر في تاريخه[4] وقال:
سُئل عنه الإمام أحمد، فقال: ما أحسن حديثه. ووثّقه وأثنى عليه، وقال مرّة: ليس به بأس. وقال العجلي: هو شاميّ تابعيّ ثقة. ووثّقه يحيى بن معين[5]. وقال يعقوب بن شيبة: هو ثقةٌ على أنَّ بعضهم طعن فيه.
وترجمه ابن حجر في تهذيب التهذيب[6] وحكى عن أحمد ثقته وحسن حديثه والثناء عليه، وعن البخاري حسن حديثه وقوّة أمره، وعن ابن معين ثقته وثبته[7]، وعن العجلي ويعقوب والنسوي ثقته، وعن أبي جعفر الطبري: أ نَّه كان فقيهاً قارئاً عالماً.
وهناك من ضعّفه، فهو كما قال أبو الحسن القطّان: لم يُسمع له حجّة. وقد أخرج الحديث عنه البخاري ومسلم والأئمّة الأربعة الآخرون أرباب الصحاح: الترمذي، أبو داود، النسائي، ابن ماجه.
3 - مطر بن طهمان الورّاق، أبو رجاء الخراساني: مولى عليّ سكن البصرة وأدرك أنساً، عدّه الحافظ أبو نُعَيْم من الأولياء، وأفرد له ترجمة في حليته[8]، وروى عن أبي عيسى أ نَّه قال: ما رأيت مثل مطر في فقهه وزهده.
وترجمه ابن حجر في تهذيبه[9]، ونقل قول أبي نُعَيْم المذكور، وذكر ابن حبّان له في الثقات[10]، وعن العجلي[11] صدقه ونفي البأس عنه، وعن { البزّار }[12]: ليس به بأس رأى أنساً، ولا نعلم أحداً يترك حديثه، مات ( 125 )، وقيل: ( 129 ). وقيل: قتله المنصور قرب ( 140 ). أخرج عنه الحديث البخاري ومسلم وبقيّة الأئمّة الستّة أرباب الصحاح.
4 - أبو عبدالرحمن [ عبداللَّه ] بن شوذب: ذكره الحافظ أبو نُعَيْم من الأولياء في حليته[13]، وروى عن كثير بن الوليد أ نَّه قال: كنت إذا رأيت ابن شوذب ذكرت الملائكة. وحكى الخزرجي في خلاصته[14] عن أحمد وابن معين ثقته. وفي تهذيب ابن حجر[15] ما ملخّصه:
سمع الحديث وتفقّه، كان من الثقات، قال سفيان الثوري: كان من ثقات مشايخنا. ونقل ابن خلفون توثيقه عن ابن نمير وغيره، وعن أبي طالب[16] والعجلي[17] وابن عمّار وابن معين والنسائي: أ نَّه ثقة، وُلد (86)، وتُوفّي ( 144، 156، 157 ). أخرج حديثه الأئمّة الستّة غير مسلم، وصحّح حديثه الحاكم في المستدرك والذهبيّ في تلخيصه.
5 - ضمرة بن ربيعة القرشيّ، أبوعبداللَّه الدمشقيّ:المتوفّى(182،200،202)[18].
ترجمه الحافظ ابن عساكر في تاريخه[19]، وحكى عن أحمد[20] أ نَّه قال: بلغني أ نَّه كان شيخاً صالحاً، وقال - لمّا سُئل عنه -: ذلك الثقة المأمون رجل صالح مليح الحديث، ونقل عن ابن معين ثقته، وعن ابن سعد[21]: كان ثقةً مأموناً خيِّراً لم يكن هناك أفضل منه، وعن ابن يونس: كان فقيهاً في زمانه.
وذكر الخزرجي في خلاصته[22] ثقته عن أحمد والنسائي وابن معين وابن سعد.
وفي تهذيب ابن حجر[23] ما ملخّصه: عن أحمد: رجل صالح الحديث من الثقات المأمونين لم يكن بالشام رجل يشبهه، وعن ابن معين والنسائي وابن حبّان[24] والعجلي: ثقة، وعن أبي حاتم[25]: صالح، وعن ابن سعد وابن يونس ما مرّ عنهما.
أخرج الحديث من طريقه الأئمّة أرباب الصحاح غير مسلم، وصحّح حديثه الحاكم في المستدرك والذهبيُّ في تلخيصه.
6 - أبو نصر عليّ بن سعيد أبي حملة الرمليّ: المتوفّى { 166 }[26] كذا أرّخه البخاريّ[27].
وثّقه الذهبيّ في ميزان الاعتدال[28]وقال: ما علمت به بأساً، ولا رأيت أحداً إلى الآن تكلّم فيه، وهو صالح الأمر، 0ولم يُخرج له أحدٌ من أصحاب الكتب الستّة مع ثقته. وترجمه بعنوان عليِّ بن سعيد أيضاً وقال: يُتثبّت في أمره كأنَّه صدوق. واختار ابن حجر ثقته في لسانه وأورد على الذهبي، وقال: إذا كان ثقة ولم يتكلّم فيه أحد، فكيف تذكره في الضعفاء[29] ؟ !
7 - أبو نصر حبشون بن موسى بن أيوب الخلّال: المتوفّى ( 331 ).
ترجمه الخطيب البغداديّ في تاريخه[30]، وقال: كان ثقةً يسكن باب البصرة من بغداد. وحُكي عن الحافظ الدارقطنيِّ: أ نَّه صدوق.
8 - الحافظ عليّ بن عمر، أبو الحسن البغداديّ الشهير بالدارقطني: صاحب السنن، المتوفّى ( 385 ).
ترجمه الخطيب البغداديّ في تاريخه[31]، وقال: كان فريد عصره، وقريع دهره، ونسيج وحده، وإمام وقته، انتهى إليه علم الأثر والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال وأحوال الرواة مع الصدق والأمانة والفقه والعدالة وقبول الشهادة وصحّة الاعتقاد وسلامة المذهب والاضطلاع بعلوم سوى علم الحديث.
وحكى عن أبي الطيّب طاهر بن عبداللَّه الطبري أ نَّه قال: كان الدارقطنيأمير المؤمنين في الحديث، وما رأيت حافظاً ورد بغداد إلّا مضى إليه وسلّم له ؛ يعني: فسلّم له التقدمة في الحفظ وعلو المنزلة في العلم. ثمّ بسط القول في ترجمته والثناء عليه.
وترجمه ابن خلكان في تاريخه[32] وأثنى عليه. والذهبيُّ في تذكرته[33]، وقال: قال الحاكم: صار الدارقطنيُّ أوحد عصره في الحفظ والفهم والورع، وإماماً في القرّاء والنحويِّين. وأقمت في سنة سبعٍ وستين ببغداد أربعة أشهر، وكثر اجتماعنا، فصادفته فوق ما وُصف لي، وسألته عن العلل والشيوخ، وله مصنّفات يطول ذكرها، فأشهد أ نَّه لم يخلف على أديم الأرض مثله....
وهناك توجد في كثير من المعاجم جمل الثناء عليه في تراجم ضافية لا نطيل بذكرها المقام.
ولقد أطلنا القول في إسناد هذا الحديث ؛ لأن نوقفك على مكانته من الصحّة، وأنَّ رجاله كلّهم ثقات، وبلغت ثقتهم من الوضوح حدّاً لايسع معه أيّ مُحوِّر للقول أو مُتمحِّل[34] في الجدل أن يغمز فيها، فتلك معاجم الرجال حافلة بوصفهم بكلِّ جميل.
على أنَّ ما فيه من نزول الآية الكريمة « اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ »[35] يوم غدير خُمّ معتضد بكلِّ ما أسلفناه من الأحاديث الناصّة بذلك، وفي رواتها مثل الطبري وابن مردويه وأبي نُعَيم والخطيب والسجستاني وابن عساكر والحَسْكاني وأضرابهم من الأئمّة والحفّاظ[36].
{ الشبهة الاُولى لابن كثير: }
فإذا وضح لديك ذلك فهلمَّ معي إلى ما يتعقّبه ابن كثير[37] هذا الحديث، ويحسب أ نَّه حديث منكَر بل كذب ؛ لما رُوي من نزول الآية يوم عرفة من حجّة الوداع.
{ جواب الشبهة: }
وإن تعجب فعجب أن يجزم جازمٌ بمنكريَّة أحد الفريقين في الروايات المتعارضة وهما متكافئان في الصحّة، فليت شعري أيّ مرجِّح في الكفّة المقابلة لحديثنا بالصحّة ؟ وما المطفِّف في الميزان في كفّة هذا الحديث ؟ مع إمكان معارضة ابن كثير بمثل قوله في الجانب الآخر لمخالفته لما أثبتناه من نزول الآية الكريمة، وهل لمزعمة ابن كثير مبرِّر غير أ نَّه يهوى أن يزحزح القرآن الكريم عن هذا النبأ العظيم ؟ وإلّا لكان في وسعه أن يقول كما قال سبط ابن الجوزي في تذكرته[38] بإمكان نزولها مرّتين، كما وقع في البسملة وآيات اُخرى[39].
{ الشبهة الثانية لابن كثير: }
ولابن كثير في تاريخه[40] شبهة أُخرى في تدعيم إنكاره للحديث، وهي حسبان أنَّ ما فيه من أنَّ صوم يوم الغدير يعدل ستّين شهراً يستدعيتفضيل المستحبّ على الواجب ؛ لأنّ الوارد في صوم شهر رمضان كله أ نَّه يقابل بعشرة أشهر، وهذا منكَرٌ من القول باطلٌ.
{ جواب الشبهة بطريقين: }
ويُقال في دحض هذه المزعمة بالنقض تارةً، وبالحلِّ اُخرى:
أمّا النقض:
فبما جاء من أحاديث جمّة لا يسعنا ذكر كلِّها بل جلّها[41]، ونقتصر منها على عدّة أحاديث، وهي:
ت1 - حديث « من صام رمضان ثمّ أتبعه بستٍّ من شوّال فكأنّما صام الدهر »، أخرجه[42]: مسلم بعدّة طرق في صحيحه، وأبو داود في سننه، وابن ماجه في سننه، والدارمي في سننه، وأحمد في مسنده، وابن الديبع في تيسير الوصول نقلاً عن الترمذي ومسلم، وعليه أسند قوله كلُّ من ذهب إلى استحباب صوم هذه الأيّام الستّة.
2 - حديث « من صام ستّة أيّام بعد الفطر كان تمام السنة »، أخرجه[43]: ابن ماجه في سننه، والدارمي في سننه، وأحمد في مسنده، والنسائي وابن حبّان في سننهما، وصحّحه السيوطي في الجامع الصغير[44].
3 - كان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يأمر بصيام الأيّام البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة، ويقول: « هو كصوم الدهر أو كهيئة الدهر »، أخرجه ابن ماجه في سننه[45]، والدارمي في سننه[46].
4 - « ما من أيّام الدنيا أيّام أحبّ إلى اللَّه سبحانه أن يُتعبّد له فيها من أيّام العشر - في ذي الحجّة - وأنَّ صيام يوم فيها ليعدل صيام سنة، وليلة فيها بليلة القدر »، أخرجه ابن ماجه في سننه[47]، والغزالي في إحياء العلوم[48] وفيه: « من صام ثلاثة أيّام من شهرٍ حرامٍ: الخميس، والجمعة، والسبت، كتب اللَّه له بكلِّ يوم عبادة تسعمئة عام ».
5 - عن أنس بن مالك قال:
كان يقال في أيّام العشر: بكلّ يوم ألف يوم، ويوم عرفة عشرة آلاف يوم. قال: يعني في الفضل.
أخرجه المنذري في الترغيب والترهيب[49] نقلاً عن البيهقي والأصبهاني.
6 - « صيام ثلاثة أيّام من كلِّ شهر صيام الدهر وإفطاره ». أخرجه[50]: أحمد في مسنده، وابن حبّان في صحيحه، وصحّحه السيوطي في الجامع الصغير، وأخرجه النسائي وأبو يعلى في مسنده والبيهقي عن جرير بلفظ: «صيام ثلاثة أيام من كلِّ شهرٍ صيام الدهر»، كما في الجامع الصغير، وأخرج الترمذي والنسائي كما في تيسير الوصول: «من صام من كلّ شهرٍ ثلاثة أيّام فذلك صيام الدهر »، فأنزل اللَّه تعالى تصديق ذلك في كتابه: « مَنْ جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها »[51]، اليوم بعشرة أيّام، وأخرجه بلفظ يقرب من هذا مسلم في صحيحه، وأخرج النسائي من حديث جرير: « صيامُ ثلاثة أيّام من كلِّ شهرٍ كصيام الدهر ثلاث أيّام البيض »، وأخرجه الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب، وذكره ابن حجر في سُبُل السلام، وصحّحه.
7 - « صيام يوم عرفة كصيام ألف يوم ».
أخرجه ابن حبّان عن عائشة، كما في الجامع الصغير[52]، وأخرجه الطبراني في الأوسط والبيهقي، كما في الترغيب والترهيب[53].
8 - عن عبداللَّه بن عمر قال: كنّا ونحن مع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم نعدل صوم يوم عرفة بسنتين.
رواه الطبراني في الأوسط[54]، وهو عند النسائي[55] بلفظ: ( سنة )، كما في الترغيب والترهيب[56].
9 - « من صام يوم سبع وعشرين من رجب كتب اللَّه تعالى له صيام ستين شهراً ».
أخرجه الحافظ الدمياطي[57] في سيرته، كما في السيرة الحلبيّة[58]، ورواه الصفوري في نزهة المجالس[59].
10 - عن أبي هريرة وسلمان عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: « إنَّ في رجب يوماً وليلة من صام ذلك اليوم وقام تلك الليلة كان له من الأجر كمن صام مئة سنة وقامها[60]، وهي: لثلاثٍ بقينَ من رجب ».
رواه الشيخ عبدالقادر الجيلاني في غُنية الطالبين[61]، كما في نزهة المجالس للصفوري[62].
11 - « شهر رجب شهر عظيم من صام منه يوماً كتب اللَّه - تعالى - له صوم { ألف }[63] سنة».
رواه الجيلاني في غُنيته[64]، كما في نزهة المجالس للصفوري[65].
12 - « من صام يوم عاشوراء فكأ نّما صام الدهر كلّه، مكتوبٌ في التوراة ».
ذكره الصفوري في نزهته[66].
13 - « من صام يوماً من المحرّم فله بكلّ يوم ثلاثون يوماً ».
رواه الطبراني في الصغير[67]، كما ذكره الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب[68].
وأمّا الحلّ:
فليس عندنا أصلٌ مسلّم يُركَن إليه في لزوم زيادة أجر الفرائض على المثوبة في المستحبّات، بل أمثال الأحاديث السابقة في النقض ترشدنا إلى إمكان العكس، بل وقوعه، وتؤكِّد ذلك الأحاديث الواردة في غير الصيام من الأعمال المرغَّب فيها.
على أنَّ المثوبة واقعة تجاه حقائق الأعمال ومقتضياتها الطبيعيّة، لا ما يعروها من عوارض كالوجوب والندب حسب المصالح المقترنة بها، فليس من المستحيل أن يكون في طبع المندوب - في ماهيّات مختلفة، أو بحسب المقارنات المحتفّة به في المتّحدة منها - ما يوجب المزيد له.
ويقال في المقام: إنَّ ترتّب المثوبة على العمل إنَّما هو بمقدار كشفه عن حقيقة الإيمان، وتوغّله في نفس العبد، وممّا لا شكّ فيه أنَّ الإتيان بما هو زائد على الوظائف المقرّرة من الواجبات وترك المحرّمات من المستحبّات والتجنّب عن المكروهات أكشفُ عن ثبات العبد في مقام الامتثال، وخضوعه لمولاه، وحبّه له، وبه يكمل الإيمان، ولم يزل العبد يتقرّب به إلى المولى سبحانه حتى يحبّه، كما ورد فيما أخرجه البخاري في صحيحه[69] عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم:
« إنَّ اللَّه عزّ وجلّ قال: ما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أُحبّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمْعَهُ الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها... » الحديث[70].
بل من الممكن أن يقال: إنَّه ليس في نواميس العدل ما يحتِّم ترتيب أجر على إقامة الواجب وترك المحرّم، زائداً على ما منح به من الحياة والعقل والعافية ومُؤن الحياة، ومعدّات العمل، والنجاة من النار في الآخرة، بل إنَّ كلّاً من هاتيك النعم الجزيلة يصغر عنه صالحات العبد جمعاء، وليس هناك إلّا الفضل.
وهذا الذي يستفاد من غير واحد من آيات الكتاب العزيز نظير قوله تعالى: « إنَّ المُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ * كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ * يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ * لَا يَذُوقُونَ فِيهَا المَوْتَ إِلّا الموتَةَ الأُولَى وَوَقاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * فَضْلاً مِّن رَّبّكَ ذلِكَ هُوَ الفوزُ العَظِيمُ »[71] فكلّ ما هناك منالنعيم والمثوبات إنَّما هو بفضله وإحسانه سبحانه وتعالى.
قال الفخر الرازي في تفسيره[72]:
احتجّ أصحابنا بهذه الآية على أنَّ الثواب يحصل تفضّلاً من اللَّه تعالى، لا بطريق الاستحقاق ؛ لأ نّه تعالى لمّا عدّ أقسام ثواب المتّقين بيّن أنَّها بأسرها إنَّما حصلت على سبيل الفضل والإحسان من اللَّه تعالى، ثمّ قال تعالى: « ذلِكَ هُوَ الفَوْزُ الْعَظِيمُ »، واحتجّ أصحابنا بهذه الآية على أنَّ التفضيل أعلى درجة من الثواب المستحَقّ، فإنّه تعالى وصفه بكونه فضلاً من اللَّه، ثمّ وصف الفضل من اللَّه بكونه فوزاً عظيماً، ويدلّ عليه أيضاً أنَّ الملِك العظيم إذا أعطى الأجير اُجرته، ثمّ خلع على إنسان آخر، فإنَّ تلك الخلعة أعلى حالاً من إعطاء تلك الاُجرة. انتهى.
وقال ابن كثير نفسه في الآية الشريفة في تفسيره[73]: ثبت في الصحيح عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أ نَّه قال:
« اعملوا وسدِّدوا وقاربوا، واعلموا أنَّ أحداً لن يدخله عملُه الجنّة. قالوا: ولا أنت يا رسول اللَّه ؟ قال: ولا أنا إلّا أن يتغمّدني اللَّه برحمة منه وفضل ». انتهى.
وبوسعك استشعار هذا المعنى من الصحيح الذي أخرجه البخاري في صحيحه[74] عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أ نَّه قال:
« حقُّ اللَّه على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحقُّ العباد على اللَّه أن لا يعذِّب من لا يشرك به شيئاً »، وأنت جِدُّ عليم بأنّ هذا المقدار من الحقِّ الثابت على اللَّه للعباد إنَّما هو بتقرير العقل السليم، وأمّا الزائد عليه من النعيم الساكت عنه نبيّ البيان فليس إلّا الفضل والإحسان من المولى سبحانه.
وأنت تجد في معاملات الدول مع أفراد الموظّفين أ نَّه ليس بإزاء واجباتهم وعدم الخيانة فيها من الأجر إلّا الرتبة والراتب، وإنَّما يحظى أحدهم بترفيع في المرتبة أو زيادة في الرتبة بخدمة زائدة على مقرّراتها عليهم، وليس في الناس من ينقم على الحكومات ذلك، وهذه الحالة عيناً جارية بين الموالي والعبيد، وهي من الارتكازات المرتسخة في نفسيّات البشر كلّهم، غير أنَّ اللَّه سبحانه بفضله المتواصل يثيب العاملين بواجبهم بأُجور جزيلة.
وهاهنا كلمة قدسيّة لسيِّدنا ومولانا زين العابدين الإمام الطاهر عليّ بن الحسين - صلوات اللَّه عليهما وآلهما - لا مُنتدح عن إثباتها، وهي قوله في دعائه إذا اعترف بالتقصير عن تأدية الشكر من صحيفته الشريفة:
« أللّهمّ إنَّ أحداً لا يبلُغ من شكرك غايةً إلّا حصل عليه من إحسانك ما يلزمه شكراً، ولا يبلغ مبلغاً من طاعتك وإن اجتهد إلّا كان مقصِّراً دون استحقاقك بفضلك، فأَشْكَرُ عبادك عاجزٌ عن شكرك وأَعبدُهم مقصِّرٌ عن طاعتك، لا يجب لأحد أن تغفر له باستحقاقه، ولا أن تَرضى عنه باستيجابه، فمن غفرتَ له فبطَولك ؛ ومن رضِيتَ عنه فبفضلك، تشكر يسير ما شُكِرتَ به، وتثيب على قليل ما تطاع فيه، حتى كأنّ شكر عبادك الذي أوجبتَ عليه ثوابهم، وأعظمت عنه جزاءهم، أمرٌ ملكوا استطاعة الامتناع منه دونك فكافيتهم، أو لم يكن سببه بيدك فجازيتهم، بل ملكتَ يا إلهي أمرهم قبل أن يملكوا عبادتك، وأعددتَ ثوابهم قبل أن يفيضوا في طاعتك، وذلك أنَّ سنّتك الإفضال، وعادتك الإحسان، وسبيلك العفو، فكلّ البريّة معترفة بأ نّك غير ظالم لمن عاقبتَ، وشاهدة بأ نّك متفضِّل على من عافيتَ، وكلّ مُقِرّ على نفسه بالتقصير عمّا استوجبت، فلو أنَّ الشيطان لم يختدعهم عن طاعتك، ما عصاك عاصٍ، ولولا أ نَّه صوّر لهم الباطل في مثال الحق، ما ضلّ عن طريقك ضالٌّ، فسبحانك ما أبينَ كرمَك في معاملة من أطاعك أو عصاك، تشكر للمطيع ما أنت تولّيته له، وتُملي للعاصي فيما تملك معاجلته فيه، أعطيتَ كلّاً منهما ما لم يجبْ له، وتفضّلتَ على كلٍّ منهما بما يقصر عمله عنه، ولو كافأتَ المطيعَ على ما أنتَ تولّيته لَأوشك أن يفقد ثوابك، وأن تزول عنه نعمتك، ولكنّك بكرمك جازيتَه على المدّة القصيرة الفانية بالمدّة الطويلة الخالدة،وعلى الغاية القريبة الزائلة بالغاية المديدة الباقية.
ثمّ لم تَسمْه القِصاص فيما أكل من رزقك الذي يقوى به على طاعتك، ولم تَحمِلْه على المناقشات في الآلات التي تسبّب باستعمالها إلى مغفرتك، ولو فعلتَ ذلك به لَذهب بجميع ما كدَح له، وجملةِ ما سعى فيه، جزاءً للصغرى من أياديك ومننك، ولبقي رهيناً بين يديك بسائر نعمك، فمتى كان يستحقُّ شيئاً من ثوابك، لا متى؟... »[75].
--------------------------------------------------------------------------------
[1] حلية الأولياء 6: 59 - 67. (الأميني)
[2] ميزان الاعتدال 2: 283 رقم3756.
[3] تاريخ الثقات: ص223 رقم677.
[4] تاريخ مدينة دمشق 6: 343 [ 8: 137 - 148، وفي مختصر تاريخ دمشق 11: 5 {تاريخ مدينة دمشق 23: 217 - 240 رقم2769 ط . دار الفكر بتحقيق علي شيري }. ( الأميني )
[5] تاريخ يحيى بن معين 2: 390 رقم101 ضمن الملحق. ( السبطين )
[6] تهذيب التهذيب 4: 370 [ 4: 324 ]. ( الأميني )
[7] تاريخ يحيى بن معين 2: 170 رقم4031 أواخر الجزء الثامن و 2: 335 رقم5159 الجزء العاشر. ( السبطين )
[8] حلية الأولياء 3: 75. (الأميني)
[9] تهذيب التهذيب 10: 167 [ 10: 152 ]. ( الأميني )
[10] الثقات 5: 435.
[11] تاريخ الثقات: ص430 رقم1584.
[12] في الأصل: البزّاز، والصواب ما أثبتناه، وهو الحافظ أحمد بن عمرو أبو بكر البزّار (ت/292ه)، صاحب المسند المعروف بمسند البزّار. ( السبطين )
[13] حلية الأولياء 6: 129 - 135. (الأميني)
[14] خلاصة الخزرجي: ص170 [ 2: 66 رقم3566 ]. ( الأميني )
[15] تهذيب التهذيب 5: 255 [ 5: 225 ]. ( الأميني )
[16] الجرح والتعديل 5: 82 رقم382. ( السبطين )
[17] تاريخ الثقات: ص261 رقم825. ( السبطين )
[18] كذا ذكر التواريخ الثلاثة ابن عساكر. ولكنّ الحافظ المزّي في تهذيب الكمال 13: 320 رقم2938 أخذ التاريخ الأخير فقط على أ نّه توفّي فيه في الأوّل من رمضان، وحكى عن غير واحد قولهم بهذا التاريخ. ( السبطين )
[19] تاريخ مدينة دمشق 7: 36 [ 8: 475، وفي مختصر تاريخ دمشق 11: 159 ] { تاريخ مدينة دمشق 24: 404 رقم2935 ط . دار الفكر بتحقيق علي شيري }. ( الأميني )
[20] العلل ومعرفة الرجال 2: 366 رقم2624.
[21] الطبقات الكبرى 7: 471.
[22] خلاصة الخزرجي: ص150 [ 2: 6 رقم3154 ]. ( الأميني )
[23] تهذيب التهذيب 4: 403.
[24] الثقات 8: 324.
[25] الجرح والتعديل 4: 467 رقم2052.
[26] في الغدير (216) وقد أخذه العلّامة الأميني قدس سره من ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان 4: 227 رقم598 طبعة دائرة المعارف النظامية - حيدر آباد الدكن 1330 ه، ومنه منشأ الوهم، إذ إنَّ العسقلاني أخذه من تاريخ البخاري وهو في التاريخ (166) ؛ لكن في بعض نسخ اللسان (ست عشرة ومئتين) وهو تصحيف كما ترى. بل، لعلّ التصحيف من نسخة ابن حجر من التاريخ الكبير. واللَّه العالم. وما جاء في تهذيب التهذيب 7: 277 عن ضمرة أ نّه مات سنة (106) فهو أيضاً من تصحيفات الطبع أو النسّاخ.
ولكن ابن عساكر ترجمه في تاريخ مدينة دمشق 41: 448 - 454 رقم4894 وذكر وفاته سنة (156) من أربعة طرق، ثم أورد عن طريق البخاري وفاته سنة (166)، وقال: وهذا وهم، والصحيح ما تقدم - يعني (156).
ذكره ابن حبّان البستي في الثقات 7: 210 وقال: مات سنة ست وخمسين ومئة، ثم نسب التاريخ الثاني (166) إلى القيل. وهو ما يدعم تصحيح ابن عساكر. ( السبطين )
[27] التاريخ الكبير مج3: ق2: 271 رقم 2377.
[28] ميزان الاعتدال 2: 224 [ 3: 125 رقم 5833، ص 131 رقم 5851 ]. ( الأميني )
[29] لسان الميزان 4: 227 [ 4: 260 رقم 5806 ]. ( الأميني )
[30] تاريخ بغداد 8: 289 - 291 { 8: 284 رقم4392 ط . الاُولى 1997م دار الكتب العلمية - بيروت }. (الأميني)
[31] تاريخ بغداد 12: 34 - 40 { رقم6404 }. (الأميني)
[32] وفيات الأعيان 1: 359 [ 3: 297 رقم434 ]. ( الأميني )
[33] تذكرة الحفّاظ 3: 199 - 203 [ 3: 991 رقم925 ]. ( الأميني )
[34] المتمحّل: المحتال. لسان العرب 13: 41 (مادة محل). ( السبطين )
[35] المائدة: 3. ( السبطين )
[36] راجع الغدير 1: 230 - 238 الطبعة المتداولة. ( الأميني )
وراجع الغدير 1: 447 - 459 الطبعة المحقّقة، ونحن ذاكرون هنا خلاصة ما أورده العلّامة الأميني قدس سره هناك:
1 - الطبري: في كتاب الولاية، وذكر الحديث بتمامه في الغدير 1: 214 - 216 الطبعة المتداولة و 1: 424 - 426 الطبعة المحقّقة.
2 - ابن مردويه: أخرج ابن كثير الدمشقي في تفسيره 2: 14 عنه من طريق أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخُدري: أ نَّها نزلت على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يوم غدير خم حين قال لعليّ: « من كنت مولاه فعليّ مولاه ». وعنه أيضاً أخرجه السيوطي في الدر المنثور 3: 19، وفي الإتقان في علوم القرآن 1: 53.
3 - أبو نُعَيم الإصفهاني: روى في كتابه « ما نزل من القرآن في عليّ » بسنده عن أبي سعيد الخُدري: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعا الناس إلى عليّ في غدير خم -إلى أن قال -: ثم لم يتفرقوا حتى نزلت هذه الآية: « اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ». ثم أورد أبيات حسان التي قالها بالمناسبة.
4 - الخطيب البغدادي: رواه بسنده عن أبي هريرة في تاريخ بغداد 8: 290، ومرّ الحديث بنصّه في (حديث صوم يوم الغدير).
5 - أبو سعيد السجستاني: روى في كتاب الولاية بإسناده عن أبي سعيد الخُدري.
6 - الحافظ ابن عساكر الدمشقي: رواه بعدة طرق عن أبي سعيد وأبي هريرة في تاريخ مدينة دمشق 42: 232 - 237.
7 - الحاكم الحَسْكاني: رواه أيضاً بعدة طرق في شواهد التنزيل 1: 200 - 208 ح210 - 215. ثم أتمهم العلّامة الأميني قدس سره إلى (16) حافظاً وعالماً. ( السبطين )
[37] قلّد الذهبيّ في قوله هذا، كما يظهر من تاريخه 5: 214 [ 5: 233 حوادث سنة 10 ه ]. ( الأميني )
[38] تذكرة الخواص: ص18 [ ص30 ]. ( الأميني )
[39] من جملتها: أوّل سورة الروم، وآية الروح، وقوله تعالى في سورة التوبة: « مَا كَانَ للنَّبيّ والَّذينَ آمَنُوا أَن يَستَغفِرُوا لِلمشرِكين »، وقوله: « وإِن عاقَبتُم فَعَاقِبُوا بِمِثل مَا عُوقِبتُم بِهِ » إلى آخر سورة النحل، وقوله في البقرة: « مَن كَانَ عدوّاً للَّه » الآية، وقوله في هود: « وَأَقِم الصَّلاة طرفَي النهارِ »، وقوله في الزمر: « أَليسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبدَهُ »، وسورة الفاتحة. وراجع الغدير 1: 257 الطبعة المتداولة و 1: 488 الطبعة المحقّقة. ( السبطين )
[40] البداية والنهاية 5: 214 [ 5: 233 حوادث سنة 10ه ]. ( الأميني )
[41] راجع نزهة المجالس 1: 151 - 158، ص167 - 176. ( الأميني )
[42] صحيح مسلم 1: 323 [ 2: 524 ح204 كتاب الصيام ]، سنن أبي داود 1: 381 [ 2: 324 ح2433 ]، سنن ابن ماجه 1: 524 [ 1: 547 ح1716 ]، سنن الدارمي 2: 21، مسند أحمد 5: 417 و 419 [ 6: 579 ح3022 و583 ح23049 ]، تيسيرالوصول 2: 329 [ 2: 392 ]، سنن الترمذي 3: 132 ح759. ( الأميني )
[43] سنن ابن ماجه 1: 524 [ 1: 547 ح 1715 ]، سنن الدارمي 2: 21، مسند أحمد 3: 308، 324، 344 و 5: 280 [ 4: 243 ح13890، ص271 ح14068، ص306 ح14300 و 6: 377 ح21906 ]، السنن الكبرى 2: 163 ح2861، الإحسان في تقريب صحيح ابن حبّان 8: 398 ح3635. ( الأميني )
[44] الجامع الصغير 2: 79 [ 2: 111 ح5117 ].الأميني )
[45] سنن ابن ماجه 1: 522 [ 1: 544 ح1707 ]. ( الأميني )
[46] سنن الدارمي 2: 19. (الأميني)
[47] سنن ابن ماجه 1: 527 [ 1: 551 ح1728 ]. ( الأميني )
[48] إحياء علوم الدين 1: 227 [ 1: 212 ]. ( الأميني )
[49] الترغيب والترهيب 2: 66 [ 2: 200 ]. ( الأميني )
[50] مسند أحمد 5: 34 [ 6: 13 ح19858 ]، الإحسان في تقريب صحيح ابن حبّان 8: 413 ح3653، الجامع الصغير 2: 78 [ 2: 111 ح5115 ]، السنن الكبرى 2: 136 ح2728، مسند أبي يعلى 13: 492 ح 7504، الجامع الصغير 2: 111 ح5114، سنن الترمذي 3: 135 ح762، السنن الكبرى 2: 134 ح2717، تيسير الوصول إلى جامع الأُصول 2: 330 [ 2: 394 ]، صحيح مسلم 1: 319 و 321 [ 2: 520 - 522 ح196 - 197 كتاب الصيام ]، السنن الكبرى 2: 136 ح2728، الترغيب والترهيب 2: 33 [ 2: 124 ]، سُبُل السلام 2: 234 [ 2: 168 ]. ( الأميني )
[51] الأنعام: 160.
[52] الجامع الصغير 2: 78 [ 2: 111 ح5119 ]. ( الأميني )
[53] الترغيب والترهيب 2: 27 و 66 [ 2: 112 و200 ]. ( الأميني )
[54] المعجم الأوسط 1: 421 ح755.
[55] السنن الكبرى 2: 155 ح2828.
[56] الترغيب والترهيب 2: 27 [ 2: 113 ]. ( الأميني )
[57] قال الذهبي في تذكرته 4: 268 [ 4: 1477 رقم1166 ]: شيخنا الإمام العلّامة الحافظ الحجّة الفقيه النسّابة شيخ المحدّثين شرف الدين أبو محمد عبدالمؤمن الدمياطي الشافعي. ثمّ أكثر في الثناء عليه، وقال: توفّي (705). (الأميني)
[58] السيرة الحلبية 1: 254 [ 1: 238 ]. ( الأميني )
[59] نزهة المجالس 1: 154. (الأميني)
[60] في الغُنية لطالبي طريق الحق: وقام لياليها. ( السبطين )
[61] غنية الطالبين: ص288.
[62] نزهة المجالس 1: 154. (الأميني)
[63] في الأصل: ثلاثة آلاف. وقد نقله المؤلفرحمه الله من نزهة المجالس. وصحّحناه من الغُنية. ( السبطين )
[64] الغُنية لطالبي طريق الحق 1: 278. ( السبطين )
[65] نزهة المجالس 1: 153. (الأميني)
[66] نزهة المجالس 1: 174. (الأميني)
[67] المعجم الصغير 2: 71.
[68] الترغيب والترهيب 2: 28 [ 2: 114 ]. ( الأميني )
[69] صحيح البخاري 9: 214 [ 5: 2384 ح6137 ]. ( الأميني )
[70] وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات: ص416 [ ص577 ]، والذهبيّ في ميزانه 1: 301 [ 1: 641 رقم2463 ]. ( الأميني )
[71] الدخان: 51 - 57.
[72] التفسير الكبير 7: 459 [ 27: 254 ]. ( الأميني )
[73] تفسير ابن كثير 4: 147. (الأميني)
[74] صحيح البخاري 4: 264 [ 3: 1049 ح2701 ]. ( الأميني )
[75] الصحيفة السجادية: ص183 - 185 الدعاء 98. ( السبطين )