[ 9 ] و في حديثه (عليه السلام) كُنَّا إِذَا اِحْمَرَّ اَلْبَأْسُ اِتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اَللَّهِ ص فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَّا أَقْرَبَ إِلَى اَلْعَدُوِّ مِنْهُ .
و معنى ذلك أنه إذا عظم الخوف من العدو و اشتد عضاض الحرب(1) فزع المسلمون (2) إلى قتال رسول الله (صلي الله عليه واله وسلم) بنفسه فينزل الله عليهم النصر به و يأمنون مما كانوا يخافونه بمكانه.
و قوله «إذَا احمّر البأس» كناية عن اشتداد الأمر و قد قيل في ذلك أقوال أحسنها : أنه شبه حمي (3) الحرب بالنار التي تجمع الحرارة و الحمرة بفعلها و لونها و مما يقوي ذلك قول رسول الله (صلي الله عليه واله وسلم) و قد رأى مجتلد(4) الناس يوم حنين و هي حرب هوازن: «الآن حَمِيَ الوَطِيسُ» فالوطيس: مستوقد النار فشبه رسول الله (صلي الله عليه واله وسلم) ما استحر(5) من جلاد القوم باحتدام النار و شدة التهابها .
______________________________________
1- العِضاض ـ بكسر العين ـ : أصله عضّ الفرس، مجاز عن إهلاكها للمتحاربين.
2- فَزِع المسلمون:لجؤوا إلى طلب رسول الله ليقاتل بنفسه.
3- الحَمْيُ ـ بفتح فسكون ـ : مصدر حَمِيَت النار: اشتدّ حرّها.
4- مُجْتَلَد ـ مصدر ميمي من الاجتلاد ـ أي: الاقتتال.
5. اسْتَحرّ: اشتدّ، والجِلاد: القتال.